هذه هي الرسالة، وهذا ما يجب أن يحدث في هذه المنطقة الحيوية من العالم!.
دول مجلس التعاون الخليجي هيأت، على مدى تاريخها الممتد منذ إعلان الاتفاق على التعاون، معظم الأسباب التي تتجه بها إلى «الاتحاد» والترابط والامتزاج.
في عالمنا اليوم، لا مكان لغير التحالفات، لا مكان لغير الاتحاد، لا مكان لغير الترابط والوحدة، ودعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لقادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى تجاوز مرحلة «التعاون» إلى مرحلة «الاتحاد»، هي دعوة المتبصر بالأمور، المدرك لما يجري، المدرك لأحوال العالم اليوم، وغدا، وبعد غد، وبعد قرن من الزمن.
الخليجيون اليوم يمتلكون الآيديولوجيا والاستراتيجية الموحدة، والاقتصاد الخليجي أحدث ذلك المناخ الفلسفي الذي يضع الاقتصاد والسياسة في «سلة» واحدة، ولم يعد لدى الخليجيين مكان للشعور بالعظمة أو عقد النقص، لأنهم أدركوا أن الأخذ بهذه المشاعر سيحيل التاريخ إلى شكله الأفقي، والشكل الأفقي هو اللاتاريخ.
والآن يتجه أبناء الخليج إلى صناعة المستقبل المشترك كما هو الاتجاه إلى صناعة الطائرة المشتركة.
مارجريت تاتشر قالت يوما بـ «الرابطة الفضفاضة»، حيث لا أحد يلغي الآخر، وذلك يعني أيضا أن لا أحد سيلعب بـ «الخريطة»، حتى لو كان ذلك بالملاعق الباردة، بل يتجه الكل إلى ما هو مشترك من وحدة الدم، العروبة، المصلحة العليا المشتركة، والانخراط في وحدة متكاملة لا يشوبها سوء.
وإذا أخذنا مثلا بالاتحاد الأوروبي اليوم، وكيف أصبحت دوله قوة ضاربة من حيث الاقتصاد، السياسة، الرأي، نجد أن الاتحاد هو السبيل الأمثل وحائط الصد القوي الذي لا يمكن اختراقه في مواجهة الأطماع الدولية والتدخلات الإقليمية والقوى الظلامية التي تصطاد المتفرقين والمتباعدين، وتسعى جاهدة للتفرقة وبث عناصر الاضطراب، لتتسيد هي على مقعد السلطة التي ستتخذ منها جسرا لتخريب العالم ودوله وشعوبه وحضاراته ومكتسباته، لتحقيق مآرب ليست من شيم الأمم المتفوقة والمتحضرة في شيء.
ودول مجلس التعاون الخليجي اليوم، قطعت أشواطا لا يستهان بها على طريق التطور والتقدم، وباتت اليوم في مصاف الدول التي يشار إليها على مستوى العالم الحر، من كافة النواحي التي تتطلبها الأمم لتعيش في أمن وسلام واستقرار، والحال كذلك، حري بقادتها الأشاوس، أن يبادروا للاستجابة إلى هذه الدعوة الصادرة من شقيقتهم الكبرى والمنطلقة من الرياض، حري بهم أن يتفقوا على هذا الهدف السامي، وأن يعملوا منذ اللحظة إلى تحقيق هذا الاتحاد الخليجي الذي لن يكون في مصلحة الخليجيين فحسب، بل يتعداه إلى مصلحة الدول العربية والإسلامية والعالم أيضا.
هذا خادم الحرمين الشريفين، وهذه حكمته، وسياسته، ونظرته الثاقبة، وتطلعه إلى أن يصبح الاسم «دول مجلس الاتحاد الخليجي»، أو الاتحاد الخليجي، هكذا وبدون مقدمات أو رتوش، وحدة على المستوى السياسي والاقتصادي، كما هي وحدة موجودة على الأرض بين شعوب المنطقة، فمتى يتحقق الحلم؟.
أتمنى أن لا يستغرق ذلك كل هذه السنوات التي استغرقتها دول الخليج في تحقيق «التعاون».
ktaha@okaz.com.sa
دول مجلس التعاون الخليجي هيأت، على مدى تاريخها الممتد منذ إعلان الاتفاق على التعاون، معظم الأسباب التي تتجه بها إلى «الاتحاد» والترابط والامتزاج.
في عالمنا اليوم، لا مكان لغير التحالفات، لا مكان لغير الاتحاد، لا مكان لغير الترابط والوحدة، ودعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لقادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى تجاوز مرحلة «التعاون» إلى مرحلة «الاتحاد»، هي دعوة المتبصر بالأمور، المدرك لما يجري، المدرك لأحوال العالم اليوم، وغدا، وبعد غد، وبعد قرن من الزمن.
الخليجيون اليوم يمتلكون الآيديولوجيا والاستراتيجية الموحدة، والاقتصاد الخليجي أحدث ذلك المناخ الفلسفي الذي يضع الاقتصاد والسياسة في «سلة» واحدة، ولم يعد لدى الخليجيين مكان للشعور بالعظمة أو عقد النقص، لأنهم أدركوا أن الأخذ بهذه المشاعر سيحيل التاريخ إلى شكله الأفقي، والشكل الأفقي هو اللاتاريخ.
والآن يتجه أبناء الخليج إلى صناعة المستقبل المشترك كما هو الاتجاه إلى صناعة الطائرة المشتركة.
مارجريت تاتشر قالت يوما بـ «الرابطة الفضفاضة»، حيث لا أحد يلغي الآخر، وذلك يعني أيضا أن لا أحد سيلعب بـ «الخريطة»، حتى لو كان ذلك بالملاعق الباردة، بل يتجه الكل إلى ما هو مشترك من وحدة الدم، العروبة، المصلحة العليا المشتركة، والانخراط في وحدة متكاملة لا يشوبها سوء.
وإذا أخذنا مثلا بالاتحاد الأوروبي اليوم، وكيف أصبحت دوله قوة ضاربة من حيث الاقتصاد، السياسة، الرأي، نجد أن الاتحاد هو السبيل الأمثل وحائط الصد القوي الذي لا يمكن اختراقه في مواجهة الأطماع الدولية والتدخلات الإقليمية والقوى الظلامية التي تصطاد المتفرقين والمتباعدين، وتسعى جاهدة للتفرقة وبث عناصر الاضطراب، لتتسيد هي على مقعد السلطة التي ستتخذ منها جسرا لتخريب العالم ودوله وشعوبه وحضاراته ومكتسباته، لتحقيق مآرب ليست من شيم الأمم المتفوقة والمتحضرة في شيء.
ودول مجلس التعاون الخليجي اليوم، قطعت أشواطا لا يستهان بها على طريق التطور والتقدم، وباتت اليوم في مصاف الدول التي يشار إليها على مستوى العالم الحر، من كافة النواحي التي تتطلبها الأمم لتعيش في أمن وسلام واستقرار، والحال كذلك، حري بقادتها الأشاوس، أن يبادروا للاستجابة إلى هذه الدعوة الصادرة من شقيقتهم الكبرى والمنطلقة من الرياض، حري بهم أن يتفقوا على هذا الهدف السامي، وأن يعملوا منذ اللحظة إلى تحقيق هذا الاتحاد الخليجي الذي لن يكون في مصلحة الخليجيين فحسب، بل يتعداه إلى مصلحة الدول العربية والإسلامية والعالم أيضا.
هذا خادم الحرمين الشريفين، وهذه حكمته، وسياسته، ونظرته الثاقبة، وتطلعه إلى أن يصبح الاسم «دول مجلس الاتحاد الخليجي»، أو الاتحاد الخليجي، هكذا وبدون مقدمات أو رتوش، وحدة على المستوى السياسي والاقتصادي، كما هي وحدة موجودة على الأرض بين شعوب المنطقة، فمتى يتحقق الحلم؟.
أتمنى أن لا يستغرق ذلك كل هذه السنوات التي استغرقتها دول الخليج في تحقيق «التعاون».
ktaha@okaz.com.sa